بحث هذه المدونة الإلكترونية

قضية البدون

من هم البدون ؟ وما هي مشكلتهم؟ هنا محاولة بسيطة لنقل بعض مما يعانية البدون

مناقشة ضاهرة

كل يوم تسمع عن ضاهرة جديدة , كيف تنعامل معها ؟ وكيف نناقش هذه الضاهرة

أعطني حقي ولا تشخصن

عندما تطلب حق تسمع من يحرف مطلبك , كيف يفعل ذالك؟

أقليات

الاقليات في عالمنا العربي لماذا تعاني ؟

هجرة إلى بلد الجوع

هنالك ملاين البشر يهاجرون أوطانهم طلبا للأمن أو لقمة العيش , كم منهم يدخلون جزيرة العرب؟

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

أعطني حقي ولا تشخصن

  مع كثرة المطالبات الحقوقية والسياسية في مختلف الدول العربية , تعارضت المطالبات وتم استغلال بعضها وخلط البعض الأخر منها  , ورمي الاتهامات باتجاه بعض المطالبين من حقوقيين وسياسيين , والمؤسف أن الاتهامات تصدر من داخل دائرة المُطالبين , أيضا أن تتحول الاتهامات إلى شتم وإساءة وتجريح واستهزاء , أو أن ينظر لهذه المطالبات بنظرة شمولية لا تفرق بين السياسي والحقوقي وعامة الناس ممن هم أصاحب الحق والمظلمة    

الكثير من الحقوق انتهكت والكثير من المطالبات أهملت مع أنها لقضايا عادلة ومشروعة , وكانت المطالبات بوسائل سلمية حضارية مشروعة , وكان جزء من سبب إهمالها أنه تم شخصنة القضية أو نسبها لمشروع سياسي أو عقائدي مخالف لنظرة الغالبية أو توجهها , هنالك الكثير والكثير من الأمثلة الحية لهذا الظلم
فأن رؤية المطالبات والحقوق من منظورك الشخصي أو منظور سياسي أو عقائدي هو ظلم لتلك المطالبات

                            

يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون) العدل هو مفتاح التوازن الذي من خلاله ستجد المجتمعات السلم والنهضة وهو مقياس التوازن بين الفوضى والاستبداد , أيضا ما يحققه العدل من نتائج على الصعيد السياسي والعقائدي , فهو أحد أهم أساليب الدعوة الإسلامية في التاريخ , وهو السبيل إلى دولة يتمتع أفراد مجتمعها بحقوقهم الشخصية والسياسية , دولة يكون فيها الحاكم محترماً ومحبوباً عند جميع أبناء البلد و يكون الحكم الذي يصدره الحاكم محترماً عند الجميع
                       

ولا يخفى على احد أن الظلم و تهميش أو إهمال الحقوق هو أهم أسباب التطرف والتشدد المؤدي إلى العنف والفوضى , وهو أهم أسباب انسداد سبل الحوار والنقاش الايجابي بين الطوائف والأحزاب مما صنع الحواجز و الفروقات بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة , وصّعب عليهم حل أصغر المشاكل وأجل و أهمل أهم القضايا الملحة

سنحتاج الكثير من التغير لتكون دولنا ومجتمعاتنا وأمتنا متعايشة بسلام واستقرار  .

شكرا
أحمد النهدي

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

مناقشة ظاهرة




عند انتشار ظاهرة جديدة أو "موضة" يراها المجتمع سلبية , تحصل معركة جديدة وخصوصا إن كانت الظاهرة مستوردة للعالم العربي من الغرب أو الشرق  , هذه المعركة تكون بين المؤيدين والمعارضين من نفس المجتمع , وهو أمر صحي أن يكون هنالك وسائل تسمح لنا بالنقاش وتدارس جوانب كل ما هو جديد سوا كان مبتكر أو مستورد , نقاش حضاري إيجابي .



وهذا ما دعاني لكتابة هذا الموضوع , أن نكون جاهزين لأي نقاش من هذا النوع "مناقشة ظاهرة", حتى لا يكون النقاش سلبي عقيم ويتحول إلى أساءه أو استهزاء من قبل المؤيدين أو المعارضين , الحوار السلبي سينتج في نهاية الأمر نتائج سلبية  , وذالك كان سبب في تفاقم ظواهر سلبية وخطيرة على المجتمع حيث أن الظاهرة وجدت طريقها إلى المجتمع , فهاجمها المجتمع بطريقة سلبية حتى أنقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض وبقى الأمر هكذا , لم ينبذ المجتمع الظاهرة ولم يستقبلها بطريقة  مناسبة .

الغزو الفكري و العولمة
أكثر الناقشات التي تدور حول ظاهرة جديدة , تتمحور حول خطورة الظاهرة أو مدى تأثيرها السلبي على المجتمع , نطرح اتهامات حول أنه غزو فكري أو أن الهدف من هذه الظاهرة هو العولمة , فمنذ زمن طويل نسمع عن الغزو الفكري وعن العولمة وكيف أن العالم سيصبح قرية صغيرة , عن أقوام حشدوا طاقاتهم لاستهداف شبابنا وثقافتنا العربية والإسلامية  وهنا سؤالين : هل قاومنا الغزو الفكري والعولمة ؟ هل انهزمنا واستسلمنا؟ يقول محمد الخوالدة : " إن النشأة الحقيقية للعولمة، تبدأ مع استخدام العلم في المجتمع، ثم تبّني الحداثة والتكنولوجيا، وبعد ذلك تبّني ما بعد الحداثة، أي ببزوغ الثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات، وازدياد النزعة الإنسانية وحقوق الإنسان. ويؤرخ لها في هذا الإطار في الفكر الحديث بمرحلتين، الأولى بدأت منذ 1800-1900، واستخدمت فيها السيارة والقطار والهاتف، ثم تليها المرحلة الثانية وبدأت منذ 1900، وتطورت فيها ثورة المعلومات وثورة الاتصالات التي ما زالت تتعاظم. ففي المرحلة الأولى تحول العالم من عالم كبير إلى عالم متوسط، وفي المرحلة الثانية تحول العالم من عالم متوسط إلى عالم صغير بفضل تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات والمواصلات" .

الكثير من الدراسات والأبحاث تشير أن العولمة تمثل تحدياً حقيقياً للثقافة والهوية الثقافية العربية، عن طريق انتشار الكثير من المظاهر المادية والمعنوية التي لا ترتبط بالثقافة والهوية الثقافية العربية لدى كثير من أبناء العرب ، بالإضافة إلى أن العولمة أّدت إلى صبغ الثقافة العربية بالثقافة الاستهلاكية , مما أدى إلى تراجع دور الأسرة، من خلال اختفاء العديد من العادات والتقاليد فالتواصل وصلة الرحم وزيارات الأقارب تبدلت وأصبحت في حدود ضيقة بفعل الانشغال وبفعل أننا فقدنا أهميتها , ولم نشعر بهذا كله لأننا لم نعرف ماذا نواجه  ومن نواجه , إن عدم الاتفاق بين الباحثين والمفكرين حول تعريف العولمة لاختلاف زوايا النظر إليها، فالسياسيون يعتقدون أن العولمة هي ظاهرة انتهاء الحدود الجغرافية السياسية بين الدول، وميلاد حكومة عالمية واحدة يمتّد أثرها على الناس وهم في دولهم المختلفة، حيث تسهم في تدعيم الحقوق السياسية للأحزاب وحقوق الإنسان وحريته أينما يكون، على اختلاف الدول التي ينتمي إليها في الواقع , والاقتصاديون يعتقدون أن العولمة هي حرية الاقتصاد وانتقال رؤوس الأموال الضخمة، وإقامة الشركات العملاقة وحرية التجارة وانتقال الأموال والسلع والخدمات بين دول العالم من دون قيود تذكر، وأصحاب الثقافة يرون أن العولمة هي ثقافة واحدة تطغى على ثقافات الشعوب الأخرى، فتتعرض الهوية الثقافية الذاتية إلى الجمود والضعف، وبالتالي استلاب الهوية الذاتية وذوبانها في ثقافة العولمة الجديدة، لأنها أصبحت الثقافة الوظيفية التي تلبي احتياجات الإنسان في واقع الحياة , والاجتماعيون يعتقدون أن العولمة تعزيز للطبقات الاجتماعية، وزيادة الفروق بين الطبقات وتعميق البطالة بين الناس، والفقر وانحسار الضمان الاجتماعي، والصراع بين العروق في الدول الإقليمية , والإعلاميون وأصحاب تكنولوجيا المعلومات يرون أن العولمة هي توجه المنظومة الإعلامية والاتصالية إلى الجمهور العالمي عن طريق الفضائيات ، وانتقال المعلومات عبر شبكة الانترنت لجعل العالم قرية كونية صغيرة تتبادل المعلومات بشفافية 

يقول "بات روبرتسون:" لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ، لقد أصبح وكأنه إنجيل."
وهذه حقيقة لم يستوعبها الكثيرين ممن يهاجمون الظواهر الدخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي  ويهاجمونها بوسائل عقيمة لم توضح خطرها وتبين سلبياتها حتى تفشت بعض الظواهر و تركت تأثيراً سلبياً بالغاً على الثقافة العربية ومن أبرز مظاهر هذا التأثير:
  شيوع الاتكالية والاعتماد على الآخر من غير العربي في المجتمعات العربية وخصوصاً في الميادين الدقيقة  ,  شيوع الثقافة السطحية المتمثلة بالرقص والطرب ,  التبعية الثقافية للعديد من المفكرين والمثقفين والأكاديميين والمؤسّسات العربية للثقافة الغربية وللمؤسّسات الثقافية الغربية , أيضا شيوع الاستهتار لدى فئة الشباب العربي وسعيهم وراء إشباع رغباتهم وحاجاتهم المادية والبيولوجية والبعد عن الإبداع والتجديد والتميّز في الفكر والإنتاج ,  انتشار الكثير من الأمراض الاجتماعية كالخيانة ، وعقوق الوالدين، والشذوذ ,والعلاقات غير الشرعية بين الجنسين



والحل؟
إن شعار احترام الخصوصيات الحضارية واحترام التعددية الثقافية يعد عنصراً أساسياً في عملية رفض أو معارضة الظواهر السلبية بأشكالها المختلفة ، لتحقيق شراكة عالمية متكافئة  وحتى لا تتعرض الثقافة العربية إلى ذوبان ثم تهيمن الثقافات عليها لأن الهيمنة الثقافية أخطر من الهيمنة العسكرية والاقتصادية
على سبيل المثال، أحسَّت أوروبا بنجاح السينما الأمريكية، في استمالة العقول وتعويده على تحبيذ نمط الحياة والاستهلاك على الطريقة الأمريكية فموَّلت مشاريع ثقافية سينمائية بملايين الدولارات لتحافظ على هويتها الثقافية المتميزة , أما في عالمنا العربي دفعت الملايين لاستيراد برامج جاهزة تترجم أو تدبلج , أو على الأقل تكون فكرة أجنبية بأداء عربي , على الرغم من ذالك كثير من البرامج العربية "المبتكرة" وجدت طريقها مثل برامج اليوتيوب , واجمع الكثيرين على نجاحها , لاحظ أنها لم تجد التمويل المؤسساتي من حكومات أو جمعيات أو أحزاب ولكن كانت بمجهود شخصي
أتمنى أن الأفكار الإبداعية سواء كانت إعلامية أو ثقافية أو تجارية تجد الدعم المناسب وتوجه بالطريقة المناسبة , وذالك أفضل من مجرد الهجوم ومحاربة كل ما هو جديد , إن ثقافتنا العربية تملك العناصر اللازمة  لتكون  مؤثرة عالميا  , وذالك في جميع المجالات ولكنها تجد محاربة داخلية وتفتقر للدعم المادي والمعنوي .

شكرا
أحمد النهدي

السبت، 13 أكتوبر 2012

العلاقات الوطنية


مهما كانت نوعية العلاقة سواً كانت علاقة عاطفية أو تجارية أو حتى العلاقات الاجتماعية فأننا دائما ما نقارنها بالعلاقات المثالية أو أفضل العلاقات أو على الأقل نقارن مدى جماليتها أو صدقها , فكل العشاق والذين يعيشون قصص عاطفية يهتمون  بالقصص والروايات العاطفية والشعر الغزلي , قيس وليلى , روميو وجوليت , أو حتى قصة في احد المسلسلات التركية أو الخليجية , وذالك لمقارنة قصتهم بها أو استلهام المعنى الحقيقي والشعور المفترض

ولكن حين تكون العلاقة  علاقة بين وطن ومواطن فان المقارنة تصعب لاختلاف العوامل والظروف وتعدد أطراف وعناصر العلاقة ولكننا نحتاج هذه المقارنة ونحتاج أن نقيم علاقتنا بأوطاننا لنستلهم المعنى الحقيقي وندرك الشعور المفترض  , لنحدد حقيقة هذه العلاقة
ضع نفسك طرفاً ووطنك طرف , أنظر لعلاقتك بوطنك , هل نحب أوطننا ؟ هل نحن نعيش قصة وطنية  كما عاش قيس وليلى قصة حب؟
لنقارن نحتاج ما نقارن قصتنا به , فلكل قصة ماساتها وكل علاقة تجد ما يشوبها
وهنا احتاج أن أعود لمصطلح "وطن" ومعناه في اللغة :
هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتمائه إليها. أو هو بقعة الأرض التي تولد عليها وتستقر فيها جماعة ما، وتكون هذه البقعة بيئة حاضنة دائمة لأفراد الجماعة مستقلين ومجتمعين.
قليل ما تجد شخصا يكره وطنه, قد يكره الكثير منا حكومته أو يغضب منها ولكن الوطن والمجتمع تربطنا به علاقة حب "غير مشروطة" أي لا يمكن أن تكرهه , مثل حبك لوالديك , قد تغضب منه ولكن لا تستطيع أن تكرهه , قد تكون تكره أن تراه مجروحا أو أن تراه يعيش مأساة أو حرب ولكن لا تكرهه ولذالك دائما أقول : "هنالك فرق بين نقد الذات ومقت الذات" كذالك فرق بين نقد الحكومة الوطنية أو نقد فئة من المجتمع وبين كرهها
الحكومات العربية وخلال 40-30 عام عملت على تشويه العلاقة بين المواطن والوطن و اختصرت العلاقة بين الحكومة والمواطن وعندما يحصل ما يشوب هذه العلاقة , ترمى اتهامات الخيانة من الطرفين

يطالب البعض منا بالحرية , حرية التعبير و الاعتقاد وغيرها من المطالب والأصل في ذالك هو عدم الخوف أو الحرج من أن أكون حرا في التعبير أو حتى في التنقل , ليس على الشعوب أن تخشى حكومتها , ليس على المواطن أن يخشى وطنه أو يتحرج منه , وان حدث ذالك فشلت العلاقة بين الوطن والمواطن أو بين المواطن والحكومة , يهمل المواطن واجباته الوطنية وتهمل الحكومة حقوق المواطن , تماما كما لو أنها علاقة زوجية أهمل الزوج زوجته فخرب البيت كله بسبب ذالك
يقول رفاعة الطهطاوي: " فصفة الوطنية لا تستدعي فقط أن يطلب الإنسان حقوقه الواجبة له على الوطن، بل يجب عليه أيضا أن يؤدي الحقوق التي للوطن عليه، فإذا لم يوف أحد أبناء الوطن بحقوق وطنه ضاعت حقوقه المدنية التي يستحقها على وطنه "
في هذا الوقت وهذا "الربيع العربي" علينا ان نعيد العلاقة بين المواطن والوطن , علينا أن نؤسس علاقة صحية يقوم فيها كلٌ من المواطن والحكومة بواجباته على الأخر حتى تعود علاقة حب حقيقة , علاقة لا يشوبها حرج أو تقصير أو نقص , هذا ما تدعو له القيم الإنسانية والإسلامية المعتدلة , هذه هي المعادلة الناجحة  التي ستنهض بها الأوطان ,
يقول رفاعة الطهطاوي:  " فحب الأوطان الحقيقي والغيرة عليها متى حلت ببدن الإنسان ظهرت الحمية الوطنية وولعت بمنافع المدينة ، فيحصل لهذا الوطن من التمدن الحقيقي، المعنوي والمادي، كمال الأمنية فيقدح زناد الكد والكدح والنهضة بالحركة والنقلة والإقدام على ركوب الأخطار"

ولتصحيح العلاقة سنحتاج الكثير من الجرأة والصدق والاعتراف بالأخطاء القديمة , سنحتاج أن نعيد النظر إلى التاريخ القريب وإلى الأحداث التي جرت ونغير نظرتنا لها في عقولنا وفي مناهجنا التعليمية , نعيد النظر على أساس قيمنا الإسلامية والإنسانية , فمن قصر أو أخطئ في حق الوطن أو المواطن علية أن يعترف ويمحو خطأه , نعيد النظر واضعين مستقبل الوطن أمامنا وممهدين خطى أبنائنا ,حتى نصنع وطنا صالحا لنا وللأجيال القادمة , حتى لا نحملهم عبئ أخطائنا وخلافاتنا , و إن لم نفعل ذالك فإننا نبقي على الأحقاد و نترك الجروح تنزف ولن تقوم لأوطاننا قائمة بل لن تكون صالحة للأجيال القادمة .

شكرا
أحمد النهدي


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

حالم


إلى من سألوني : تحلم؟

نعم احلم . حلم جميل ……وكل احلامى على قيد الحياة
أحلم بكل شي 
إلا أن يستمر الحال كما الآن
احلم لأحبتك فهم من يستحقون أن تشقى لهم
حتى وان فقدتهم أو فقدوك
لما بتنا نخاف من أحلامنا 
لما أصبح الحلم محرم و مكروه و ممنوع و مرعب
لأنهم في الطرف الأخر يخشون أحلامنا و أحلامكم؟!

يخافون أن تكون أول خطة للحقيقة ؟!


يخشون أن نحلم و نستيقظ لنحقق ؟!



نعم احلم وسأحلم واحلم


لأننا إن لم نحلم لن نحقق و لن نسير على درب الصواب خطوة خطوة 





حتى نصل إلى الحلم الذي نبغي و نريد


الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

هل تتعارض الوطنية مع الاسلام ؟

في عصرنا الحاضر أصبحت المواطنة من أهم المشكلات المثيرة للجدل والبحث، في بلاد المسلمين أو في غيرها، بإيحاءات المفاهيم الغربية، وتعقيد المسائل، وإرباك الموقف الإسلامي دولاً وشعوباً، وكثرة السكان وقلة الموارد.
هذا مع العلم بأن الإسلام هو أول شريعة كبرى دعت إلى الوحدة الإنسانية الشاملة ليعيش الناس في تفاهم ومودة وتعاون وأمن واستقرار، في نصوص كثيرة، منها قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ..﴾ , وقول النبي "أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى"
وأما المواطنة في المفهوم المعاصر أو الدولة الديمقراطية: فهي انتماء الإنسان إلى دولة إقليمية معينة. فهي تتطلب وجود دولة بالمعنى الحديث، ووجود وطن ذي أنشطة وفعالية أو إقليم محدد، وعلاقة اجتماعية بين الفرد والدولة، والتزام بالتعايش السلمي بين أفراد
المجتمع، ومشاركة في الحقوق والواجبات، واحترام نظام الدولة وعلاقته بالحاكم على المستوى الدستوري والقانوني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فيعبر المواطن في الدولة عن رأيه ومصالحة بحرية في مظلة ضمانات مقررة على أسس المواطنة: وهذا يتطلب توافر أساسين للمواطنة، الأول: الحرية وعدم استبداد الحاكم، والثاني: توافر المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرف. ولا يتوافر هذان الأساسان إلا بوجود نظام سياسي لخدمة الديمقراطية التي هي حكم الشعب بالشعب وللشعب، ونظام قانوني لمعرفة حقوق الإنسان المواطن وواجباته، ونظام اجتماعي يعتمد على حب الوطن، ومعرفة حقوق الوطن، والسلوك العملي المعبِّر عن احترام حقوق الوطن على أبنائه، كالدفاع عنه وعن المواطنين وحقوقهم وعن حقوق الدولة.
وهذه الأصول الضرورية للمواطنة تبتعد عن وجود تصادم أو تعارض بين المفهوم الغربي للمواطن والمفهوم الإسلامي له ، فلا يكون هناك إشكالية بين الإسلام باعتباره شريعة ونظاماً أو قانوناً، في ديار الإسلام وغيره، وبين النظام الديمقراطي الغربي , فالمواطنة الحقيقة في الاسلام لا تقبل تشويه مبدأ الوحدة الوطنية، لأن الإسلام يتعايش مع جميع الأديان والمذاهب في مظلة احترام قواعد النظام العام والآداب والعقائد والسلوكيات الخاصة لأتباع كل دين أو مذهب.
إن المواطنة في الإسلام مفهوم سياسي مدني، و مفهوم ديني كمفهوم الأخوة في الإسلام. لذا حققت المواطنة في الإسلام توازناً في المجتمع على الرغم من التنوع العرقي والديني والثقافي، بينما سارت المواطنة في المجتمعات الأخرى نحو الصراع العرقي والديني والثقافي، والغرب في قمة هذه الصراعات، لأنه جعل المواطنة ذات اتجاه عنصري كما عبرت عنه الحربان العالميتان في القرن العشرين , ولا تتعارض المواطنة في الإسلام مع الولاء للأمة الإسلامية ووحدتها، لأن المواطنة مفهوم إنساني لا عنصري في المنظور الإسلامي، وهو يشمل جميع المسلمين.
أما المعادون للفكر الإسلامي من القوميين ودعاة الوطنية الضيقة فقد حوّلوا المواطنة إلى عصبية مصادمة للإسلام، وأثاروا مشكلة الأقليات المسلمة وغير المسلمة في بعض المجتمعات الإسلامية، فعارضوا تطبيق شريعة الإسلام، بذريعة التفريق بين أبناء الوطن الواحد.
والمواطنة في الإسلام تستوعب جميع المواطنين في دياره، دون إهدار حقوق الأقليات غير المسلِمة، أو المسلمة، من غير إثارة للنعرات القومية والمذهبية ونحوها. و تضمن لجميع المواطنين حقوقهم المتمثلة بحقوق الإنسان لقيامها على قاعدة التسامح، فهي تحترم الواقع وليست مجرد شعارات، وهي أداة بناء واستقرار , وأساليب المواطنة الإسلامية هي الدعوة الجادة والحازمة إلى الألفة والوفاق وإشاعة الأمن والوئام انطلاقاً من الآية القرآنية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا.. ﴾
فلا مانع ولا خوف من ظاهرة المواطنة سواء في خارج الدولة الإسلامية لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ..﴾ وآية ﴿شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ وآيـة: ﴿تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ﴾ وهذا إقرار بتعدد الأمم ، أم في داخل الدولة الإسلامية ، لعدم التمييز بين المواطنين ، وإذابة الفوارق العنصرية والمذهبية والطبقية والتزام مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات ، والنظرة الإنسانية للوحدة الإنسانية ، والدعوة إلى الاندماج الكامل والعدل الشامل، في إطار وحدة الأمة، وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والمصالح الكبرى. فلابد من العناية بفكرة المواطنة بالمفهوم الإسلامي، لتجاوز المشكلات والقضاء على الصدامات الثقافية والتعددات الدينية والعرقية ونحوها.
وذالك لا يتم إلا بالحوار الثقافي والحضاري الجادّ والهادف والقائم على احترام الثقافات الأخرى المحلية واحترام رأي الآخرين , و اعتماد قاعدة التسامح في الإسلام، فهو الذي يوفر الأمن والاستقرار، ويمنع كل ألوان التعصب والكراهية والحقد ضد الآخرين , والتزام الحفاظ على مقوّمات السلم والأمن والوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو والإفراط , والدعوة الدائمة إلى احترام أصول العلاقات الدولية السلمية القائمة على حب الخير، والتعايش الودي المشترك
يقول رفاعة الطهطاوي : " فحب الأوطان الحقيقي والغيرة عليها متى حلت ببدن الإنسان ظهرت الحمية الوطنية وولعت بمنافع المدينة ، فيحصل لهذا الوطن من التمدن الحقيقي، المعنوي والمادي، كمال الأمنية فيقدح زناد الكد والكدح والنهضة بالحركة والنقلة " والإقدام على ركوب الأخطار …" وهذا ما تحتاجه المجتمعات خصوصا العربية


شكرا
أحمد النهدي