بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 فبراير 2013

غرف الطوارئ


في غرف الطوارئ تجد الكثير مما يصلح أن يروى ففيها كم كبير من الألم والأمل كم كبير من المشاعر الإنسانية  والتي ننظر إليها كل يوم في شاشات التلفاز وفي الانترنت , أصبحنا لا نشعر بها ولا نشعر بالآخرين ولكن عندما تزور أحد هذه الغرف تصلك هذه المشاعر وتتأثر بها , يحاول الإعلاميين نقل هذه المشاعر عبر الصور ولكن تكرر هذه الصور وعرضها الدوري الذي طال مدته في عالمنا العربي نزع منا التأثر بهذه الصور أو على الأقل أصبح التأثر بها لحظي مؤقت , الصورة التالية أو الخبر التالي أو فاصل أعلاني ينسينا هذه المأساة .

في غرف الطوارئ  ترى المشاعر الإنسانية تتجسد أمامك في كتلة واحدة فمريض يتألم وقريب يحزن وطبيب يهتم وممرض يساعد وعامل ينظف , هذا المشهد الطبيعي يسمح لك بتأمل في قسوة العالم خارج هذه الغرف , خارج المستشفيات كثير من الألم والحزن وقليل من الاهتمام والعمل على أزالته , هل من المفترض ان يتحول عالمنا إلى غرفة طوارئ حتى نرى هذا المشهد؟

قبل فترة رأينا العالم العربي والإسلامي يتهافت لنجدة أخوننا في سوريا ورأيناهم يعّدون الحملات الأغاثية لهم ولغيرهم في اليمن والصومال وبورما وغزة وهذا هو الواجب الإنساني الذي يحث علية الدين الإسلامي  ولكن المؤسف في الموضوع هو أن هذا الاهتمام زال وأنتهى ولم يكن ذا تأثير طويل الأمد بل كان مؤقت وبعد مضي فترة قصيرة  تستطيع أن تلاحظ أن هذا العمل لم يكن متقن ولم يكن مخلصاً  , فترى الأزمات تتجدد وتتفاقم في نفس الأماكن التي بذل بعضنا فيها المال والاهتمام , هل هذا ما يحصل في غرف الطوارئ ؟.


شاهدت فيلم وثائقي يقارن بين النظام الصحي في أمريكا ودول أخرى أوروبية وغيرها , في الفيلم ظهر طبيب يعمل في انجلترا ويتحدث عن مميزات النظام الصحي في بريطانيا وعن دخلة المتميز وعن الحوافز والمكافآت التي تقدمها الحكومة له ولكل الأطباء هناك , وأشار أن من مميزات نظامهم انه يقدم مكفأة للطبيب أن ظهر مرضاه بحالة أفضل بعد العلاج أو أستقر معدل السكري أو الضغط أو حتى إن أستطاع الطبيب أن يقنع المريض بترك التدخين أو أي عادة سلبية تأثر على صحته , وهو نظام جميل من خلاله تقيس مدى حرص الطبيب على العمل من جانب و تحفيزي الاخر من شأنه أن يجعل الطبيب أكثر حرص على المريض طلبا للمكافأة .

تخيل معي أن المجتمعات العربية والإسلامية زرعت في نفسها مثل هذا النظام , فأي عمل خيري أو تطوعي لا يثني علية المجتمع ولا يباركه حتى نرى أثرة على المنطقة !! هي فكرة غريبة ولن نراها في المستقبل القريب أو البعيد , ولكن ما نراه الان هو توثيق أي عمل وعرضه في الشاشات وتكرار هذا الشيء وبعد فترة نكتشف أن هذا العمل كان ينقصه الإخلاص والتفاني والمتابعة باهتمام .


            


شكرا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أعلم أخي الزائر أن تعليقك على الموضوع يسعدني