بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

شر السلطة



كل من يُمنح السلطة يصبح شرير  أو على الأقل هكذا يراه الآخرين فهل السر في السلطة أم أن المشكلة في محاولة أرضاء الناس بحثت عن من كان مثاليا في  استخدامه للسلطة في العصر الحديث فلم أجد أحدا , قد يكون شيء خياليا !!

ولا أقصد السلطة في مناصب حكومية أو مهمة فقط  بل حتى  السلطة في البيت فدائما أرى أطفال يشتكون من سوء استخدام والدهم للسلطة عليهم و ويصفون كيف يصّعب عليهم الواجبات المنزلية  وكثيرا ما اسمع شكاوى العمالة من سؤ المعاملة أو  الضغط المفرط في العمل

وهنا سؤال مهم : ما الفرق بين السلطة والمسئولية ؟ هل السلطة امتياز أم مسؤولية ؟
الكثيرين في مجتمعاتنا العربية لا يدركون مسؤوليتهم أو قد لا يعلمون ما هي واجباتهم التي تجب قبل حقوقهم أو واجبات الآخرين , فترى الأب يسيء للابن وترى المدير يسيء للموظفين وغيرها من إساءة استخدام سلطتهم أو مسؤوليتهم


من يراجع السيرة النبوية سيجد كم كبيرا من الفوائد والعبر التي تضع طريق سوي لفن التعامل مع الآخرين , ولكن للأسف لا نرى في المجتمع ما يشير إلى أي تأثير لهذه العبر والدروس النبوية

يقول الله تعالى : (
 هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان) , الفطرة الطبيعية للإنسان تحتم علية  رد الإحسان بالإحسان  والعدل بالاجتهاد و الكرم بالشكر , إلا الحالات الشاذة التي لا تمثل إلا نفسها فمن الظلم والإجحاف أن نعتبر الخطأ الفردي مثال على فئة بتعميم  يتّعمد العمى  , يقول الله تعالى : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)

عندما ترى طفل يعمل وهو طالب وعادة يعمل في مهنة شاقة خصوصا في الأسر الفقيرة أو عامل يعاني الأمرين من أجل لقمة عيش أطفاله فبين المهانة والمشقة  تقبع مسؤولية الوالد أو المدير "الكفيل" ,  وعندما نتساءل عن الشخص أو الجهة التي منحت المدير "الكفيل" هذه السلطة أو المسؤولية التي نعلم جميعا أنه قد لا يكون على قدرها  حتى وإن وضعنا قوانين "لا تطبق" فهل هنالك مراقبة أو محاسبة لهذا المسئول الذي تم تسليم إنسان أخر إلى عهدته بطريقة تسمح له أن يستغله شر استغلال أو يسيء أليه أو حتى يدفعه لجريمة أو مخالفة للقانون .

في عالم أخر تمكن المجتمع أو الحكومة من وضع رقيب على الأسر فيحاول هذا الرقيب أن يمنع الاستغلال للأبناء أو تعنيفهم , وقد وضع رسونا الكريم توجيهات ولا أعلم تشريعها في مقياس الوجوب والاستحباب فهو قال :
- صلى الله عليه وسلم - : " إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن جعل الله أخاه تحت يديه فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه ، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه " , فلو وضعنا هذه التوجيهات النبوية كمقياس للتعامل الأسري و الوظيفي وغيرة من التعاملات الحكومية  هل نحن قريبون منها.؟

قد يكون شر السلطة في هذا الزمن هو ببساطة أن تمنح فرد السلطة على فرد أخر  مهما حاولت تغيير المعنى والمقصد من هذا الفعل فلن تستطيع التحكم به وقد يضرك وقد يضر المجتمع كله  , فالمسؤل يسأل عن مسؤوليته  وليس غير ذالك

شكرا


0 التعليقات:

إرسال تعليق

أعلم أخي الزائر أن تعليقك على الموضوع يسعدني