بحث هذه المدونة الإلكترونية

قضية البدون

من هم البدون ؟ وما هي مشكلتهم؟ هنا محاولة بسيطة لنقل بعض مما يعانية البدون

مناقشة ضاهرة

كل يوم تسمع عن ضاهرة جديدة , كيف تنعامل معها ؟ وكيف نناقش هذه الضاهرة

أعطني حقي ولا تشخصن

عندما تطلب حق تسمع من يحرف مطلبك , كيف يفعل ذالك؟

أقليات

الاقليات في عالمنا العربي لماذا تعاني ؟

هجرة إلى بلد الجوع

هنالك ملاين البشر يهاجرون أوطانهم طلبا للأمن أو لقمة العيش , كم منهم يدخلون جزيرة العرب؟

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

قضية المواليد سياسية؟ أم حقوقية؟



كتب الدكتور سلمان العودة مقال عن قضية مواليد السعودية بعنوان (
مواطن بلا هويَّة!1/2) , الدكتور سلمان من المهتمين بهذه القضية هو وعدة دعاة وعلماء ومثقفين وحقوقيين , مدركين أهمية هذه القضية ومدى تأثيرها على المجتمع والاقتصاد والأمن , كتب الدكتور سلمان عن هذه القضية في عدة مناسبات "البدون,المواليد,أبناء السعوديات" , أنا شخصيا أعتبر الدكتور سلمان أكثر الدعاة تواصلً مع الشباب ومع العامة , يظهر أسمه دائما مع المؤثرين العرب في تويتر .

                          

بعد أن نشر مقال
مواطن بلا هويَّة! (1/2) أطلق بعض المغردين في تويتر وسم #مواطن_بلا_هوية وهو معرف "User name" أستخدمه أكثر من شخص وبعدة توجهات , ذكر المغردون في الوسم مشاكل المواليد وبعض ما يعانيه المواليد وذكروا أيضا ما يمكن أن يعود به منح المواليد حق المواطنة من خير للوطن , وهنالك من كان له رأي أخر ليس في القضية ولكن في الدكتور نفسه , ولن أتطرق لذالك لأن الدكتور سلمان لا يحتاج مني دفاع أو حتى رأي ولكن لمحت في كلامهم خلط بين قضية المواليد والسياسة.

هذا التوجه الذي يتبعه بعض من يعجزون عن أبداء رأي عادل في قضية المواليد هو والتوجه العنصري وغيره من أساليب الشخصنة والتخوين والتشكيك وسوء الضن , وهنا وجدت سؤال يطرح نفسه : هل قضية المواليد قضية سياسية أم هي قضية حقوقية إنسانية؟ وأي جواب صريح لن يكون كافيا في هذا الشأن وذالك لأن من سيجاوب على هذا السؤال سيجد من يعارض أجابته , فسيقول السياسي هي قضية سياسية  وسيقول الحقوقي أن القضية حقوقية إنسانية مع أن المؤيدين والمهتمين بالقضية والمطالبات ينتمون لكل شرائح المجتمع السعودي والدولي أو محسوبين عليها .

القضية ليست سياسية في باطنها وهي حقوقية إنسانية في حيثياتها وتأثيرها على المواليد حيث أنه لو كانت الأنظمة تساوي بين المواطن والمواليد في الحقوق وتراعي الجوانب الإنسانية في التعامل والتطبيق لسقطت الكثير من العوامل التي تتراكم على المواليد وتزيد من معاناتهم , فسأُجيب على السؤال السابق : بأن القضية وطنية في باطنها وتأثيراتها , وطنية لأن المواليد أبناء الوطن ولأن الوطن هو من يخسر طاقات المواليد المتميزين ويبددها , هي قضية وطنية لأن هذه القضية تجسد المثال على فقدان مفهوم المواطنة الحقيقية  تجسد عدم التعايش بين أفراد المجتمع , فكونك ولدت ونشأت وتعلمت وعشت ومازلت تعيش فيه لا يكفي أن يكون وطنك كونك تتحدث لهجتي وتردد نشيدي وتدرس تاريخي لست مؤهل أن تكون شخص "وطني" , الوطن ليس الأرض ولا هو الحكومة ولا المال ولكن الوطن هو الإنسان فلن تتمكن من بناء وطن من غير بناء الانسان ولا يستطيع الإنسان أن يكون "وطني" وهو يرى أن هنالك من يعامل أفضل منه فقط لأسمه أو عرقه

أخيرا..

.

  تحديث: الجزء الثاني من مقال  مواطن بلا هويَّة! (2/2)

شكرا

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

الحوار اليمني وتهميش الحراك



مع بداية مؤتمر الحوار الوطني في اليمن فتح الحوار كل المشاكل القديمة المعلقة والتي لم تحل منذ زمن بعيد وهذا ما يهدف له الحوار أن يغلق كل الملفات القديمة , الشعب اليمني وشعوب الجوار وحكوماتها والمجتمع الدولي يعلق الكثير من الآمال على هذا الحوار , ويتوقع الجميع أن يكون هذا الحوار نقطة التغير الحقيقي في الوضع اليمني

مبعوث الأمم المتحدة في اليمن "جمال بن عمر" أشار انه لن يسكت عن كل من يحاول تعطيل الحوار الوطني , بعد تقسيم المقاعد وبعد اخذ كل مجموعة حيزها من الحوار , خرج بعض الإعلاميين  يشيرون إلى تكتلات بين المتحاورين  , أكد بن عمر في المذكرة التفسيرية لتوزيع الحصص أن : (اعتماد أي قرار في المؤتمر سوف يتطلب بالضرورة التفاوض وتقديم التنازلات المتبادلة)

الحراك الجنوبي حصل على 85 مقعداً , الحراك الجنوبي يعاني من انقسامات في داخلة فمجموعة ترى أن حل القضية الجنوبية هو الفدرالية , والجزء الأخر يرى الحل في الانفصال , القضية الجنوبية بدأت منذ 1994م  أي بعد الوحدة اليمنية بأربع سنوات وطوال هذه الفترة لم يستطيع النظام السابق أن يحتوي هذه القضية أو يحلها , بدأ الحراك الجنوبي في عام 2007م بمطالبات حقوقية فواجه القمع والتخوين , سجن بعض قيادات الحراك وأغلقت الصحف المؤيدة له , بل مازالت صحيفة "الأيام" المستقلة تعاني من فرض القيود ومنع وتوقيف

أثناء إعداد الحوار الوطني , نشرت اللجنة التحضيرية 20 متطلبا لنجاح الحوار , يتركز بعض منها على القضية الجنوبية كوسائل الوصول لحل يرضي أبناء الجنوب , طبعا لم تنفذ المتطلبات وهاهو الحوار على أبواب اليمن , سيقام حوار وطني , قد يتفق أو يختلف المشاركون فيه , قد يغير الواقع الحالي إلى الأفضل أو الأسوأ , قد تستمر الوحدة وقد ننتقل لفدرالية أو انفصال

في هذه الأيام أتابع الصحف اليمنية الالكترونية والمطبوعة , وأشاهد تهميش عجيب للحراك الجنوبي  وللفعاليات التي يقيمها , من المفترض أن تكون الصحف هي صوت الشعب كل الشعب , أو السلطة الرابعة ومن واجبها تقريب وجهات النظر بكل حيادية , والمؤسف أن يكون لبعض الصحف توجه واضح في الطرح والتعليق

                 

يسمون أنفسهم إعلاميين ولا يمارسون الحيادية قي النقل والتعليق , ينادون بحرية التعبير وحقوق الإنسان وهم يقصون ويحاربون كل من يعارضهم , يعترفون بشيء أسمة "قضية الجنوب" ولكن لا يريدون أن يستمعوا لأصحاب المظلمة , يرددون: "نحافظ على الوحدة ونريد لم الشمل" وهم منغلقين على أفكارهم ويرفضون كل الحلول المطروحة بشأن القضية الجنوبية , وكأن هذه الوحدة وحي من الله أو من الثوابت في الشريعة !! , أو كأنها لا تقبل النقاش , لماذا يتهرب الجميع من موضوع استفتاء شعب الجنوب؟ ألا يحق لهم تقرير مصيرهم؟

هل يتوقعون أن الحراك الجنوبي إن شارك في مؤتمر الحوار الوطني , سيقبل بحلول مؤقتة أو تأجيلات للقضية الجنوبية , أو أنه سيقبل بحل لا ينهي القضية أو حل لا يرضي تطلعاتهم , الوحدة اتفاقية عاشت 4 سنوات ثم ماتت , قتلها نظام علي صالح بعد أن اخل ببنود الاتفاقية , هنالك مستفيدين من الوضع الحالي في الجنوب , وهنالك من يريد الوحدة من قلبه , وهنالك من يراها احتلال
, أي حل لن ينهي قضية الجنوب فهو يضخمها ويؤجل انفجار القضية , حين إذن لن تنفع كل الحلول السلمية أو التدخلات الخارجية , وقد تتحول المطالبات السلمية إلى العنف المبرر وفي ضل انعدام الأمن و انتشار الفقر وكثرة التدخلات الخارجية التي تسعى لتدمير أي بوادر استقرار في اليمن سيجد العنف والتطرف طريقة

ماذا سيكتب التاريخ؟ , هل سنقيم العدل؟ هل سنرفع المظالم؟ هل سيتساوى الشعب في الحقوق والواجبات؟
هل سيأتي اليوم الذي نقول فيه أن الثورة نجحت ؟  هل سنعيش تحت ضل وحدة؟

وحدة قلوب وحدة شعبية وحدة لا تستطيع أن تعارضها وحدة لا تحتاج أن تبررها وحدة يمنية خالصة من غير تدخلات أو ضغوط
فإن شاء الله وعشنا هذا الحلم!! فسنبدأ حين إذن مرحلة هدم الجهل وبناء التعليم , سنعمل على القضاء على الفقر وانتشار السلاح والفساد وغيرها من المشاكل الكثيرة التي تواجه اليمن هذه الأيام , فنحن لن نستطيع حل هذه المشاكل في ضل التفرق والتآمر على بعضنا البعض وهذا هو واجب الإعلام خصوصا في هذه المرحلة , أن يقرب وجهات النظر أن يعيش الإعلام وحدة يمنية تبين الرغبة الشعبية في الوحدة

شكرا

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

مطالبات المواليد إلى متى؟ "2"



يحزنني عدم التفاعل مع التدوينة الأولى وكل من تفاعل عبر عن عجزة لتقديم شيء في هذا الشأن كنت أتمنى أن اكتب في هذا الجزء عن بعض الأفكار التي ستخدم القضية ونناقش وسائل تفعيل هذه الأفكار وكنت أتمنى أن احصل على المزيد من التفاعل من المواليد خصوصا ومن القراء عموما



لا يكفي ما يتعرض له المواليد من تميز عنصري ولا يكفي ما يتعرضون له من قهر وظلم , بل زاد عليهم الضغط بعد تخاذل المجتمع في قضيتهم العادلة وزاد عليهم بعض المرضى بالقذف والتخوين والعمالة  , وعدم اعتراف الدولة بهم أو بما يعانونه حتى بعد الضغط الإعلامي المهول تم تخدير البعض منهم بوعود كاذبة ومشاريع قد لا ترى النور ضرت المطالبات أكثر مما قد تفيدها وزادت فرقة المواليد فرقة , فيرفض بعض المواليد أن نجمع كل من يطالب بحق المواطنة في مكان واحد ولا يعلم انها الطريقة الصحيحة التي بإمكانها أن ترفع من درجة الصوت الذي قد وصل إلى الجميع ولكنه مهمل , وبعد كل هذا نرى تفرق المواليد واختلافاتهم المتكاثرة على أمور جانبية  , بحثت في المواقع الاجتماعية عن كل ما يجمع المواليد فوجدت الكثير من المجموعات في الفيسبوك  وعدة حسابات في تويتر وعدة منتديات ومواقع الكترونية  , كل منها منعزل عن الأخر بل بعضها يرفض الأخر  , وبعد مزيد من البحث تأكدت من انه لا يوجد أي عمل حقيقي على ارض الواقع


هنا أود أن أشير إلى نقطة مهمه وهي الاعتراف الحكومي بقضية المواليد , نرى أن هنالك وعود كثير خصوصا للبدون و القبائل النازحة وأبناء السعوديات , و وعود أخرى للبرماوين والمواليد , و نرى أيضا نظام التنجيس الحالي"النقاط"  الذي  أصفة بالتعجيزي فهو تقريبا لا يقبل احد بل هم قليلين جدا من استطاعوا أن يحصلوا على الجنسية عن طريق هذا النظام وقد وصفة الكثيرين بالتعجيزي



إن كنت لا تعلم فهنالك لجنة غير رسمية للمطالبة بحقوق المواليد وهي لجنة تعرضت للكثير من الاتهامات والتخوين وقد قرأت في احد المواقع موضوع وصفت فيه اللجنة بـ "تنظيم الأجانب" هذا وبعض الشتم والقذف وغيره من الأساليب المنحطة التي تستخدم في أكثر القضايا التي تمس المجتمع حقوقية كانت أو مذهبية أو حتى شخصية
اللجنة قدمت الكثير وعملت على إيصال معاناة المواليد إلى العالم ولاقت دعم من المثقفين والدعاة وبعض الإعلاميين فهذه القضية العادلة لا يعارضها إلا جاهل أو مريض
ومن هنا ادعوا أعضاء اللجنة لتفعيل القضية واستخدام  وسائل جديدة  في مسيرة المطالبة


أذكر دائما للمواليد أهمية نشر القضية واستخدام دوائر التأثير المتاحة من أهل و أصدقاء وزملاء دراسة أو عمل فهنالك الكثير من المقالات ومشاهد الفيديو التي تعبر عن القضية وهي منتشرة في المواقع الالكترونية أيضا هنالك الكثير من النقاشات الساخنة التي درست هذه القضية من جميع النواحي فأثبتت عدالتها , وتبقى العنصرية بجوار بعض الأمراض الاجتماعية هي ما يمنع البعض من رؤية ذالك

أخيرا
انه من المؤسف أن تبقى قضية المواليد حبيسة الانترنت وهم يعيشون في داخل البلد ويتعاملون مع جميع شرائح المجتمع وأتعجب من بعض المواليد الذين يخجلون من التحدث عن قضيتهم في مجالسهم أو أمكان عملهم أو دراستهم أو مع أصدقائهم وأتمنى وادعوا الله أن يفرج هم المواليد ويزيل عنهم هاجس الترحيل أو الظلم ليحضوا باستقرار نفسي وادعوا الله أن يلين قلب الظالم وان يشفي كل مريض بالعنصرية أو سؤ الضن  

شكرا

الخميس، 22 نوفمبر 2012

العقل واستثمارة





عندما يذكر العقل يقترن ذكره  بالشخصية و التفكير و الذاكرة و الذكاء , ولكن عندما نذكر القرارات الشخصية يكون للعقل شريك في القرارات والشريك هو القلب أو العاطفة

فعادة عندما نفكر في قرار ما نضع أنفسنا بين خيارين هما المنطق أو القرار العقلاني وبين القرار العاطفي والذي نشعر انه القرار الصائب وقد لا نجد لذالك القرار تفسير منطقي , ولذالك أمثلة كثيرة فكم مرة وجدت نفسك تندفع بقرار أو فعل وعندما تعود لمراجعته تجد انه غير منطقي أو متهور أو حتى تجد انه خطأ وقد تندم علية وقد لا تفعل

              

هذا الصراع قديم وهو النظريات التي تبحث في العقل وتدور حول ما هو العقل وكيف يعمل العقل , يعود تاريخيا إلى عهد أفلاطون وأرسطو وغيرهما وهي تركز على العلاقة بين العقل و الروح , أما النظريات العلمية الحديثة فهي تعتبر العقل ظاهرة تتعلق بعلم النفس , وهو محل خلاف. هناك من يرى أن الوظائف العليا فقط (التفكير والذاكرة والذكاء وغيرها) وحدها هي التي تكّون العقل , بينما الوظائف الأخرى مثل الحب والكره والفرح تكون "بدائية" و" شخصية" وبالتالي لا تكّون العقل , بينما يرفض آخرون هذا الطرح ، ويرون أن الجوانب العقلانية والعاطفية من الشخصية الإنسانية لا يمكن فصلها بسهولة و أنها يجب أن تؤخذ كوحدة واحدة  في الاستعمال الشعبي الشائع



                 

وفي الحقيقة ما يجب علينا أن نبحث عنة هو محتوى ذالك العقل , تكوين العقل يكون بالتفكير والقراءة والعلم
والثقافة العامة المتنوعة التي تعطي العقل المزيد من البيانات التي تسمح له باتخاذ القرارات وتكوين رأي مستقل غير من جرف خلف العاطفة أو مصدق لمنطق غير سليم , فلا يدع ذالك القرار مكان للندم حتى وإن كان القرار خاطئاً لأنك بنيت هذا القرار على أساس متين وفكرت فيه من جوانب عدة


                        

وهنا نرى تأثير التربية والتعليم وكيف إن أستطاع المربي أن لا يؤثر تأثير سلبي على الشاب أو الطفل فلا يجمع المشاعر السلبية مثل الحقد أو العنصرية وغيرها من ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على القرارات , والتعليم أيضا له الدور الأكبر في هذا الموضوع وهو ما كيف يستطيع المربي أن يملئ عقل الشاب أو الطفل من علم أو ثقافة أو الاهتمام  فلو فكرنا ما هي اهتمامات الشباب في هذا الزمن , قد نجد ما هو سلبي ومؤثر في حياتهم وهو ما قد يدفعهم لقرار يغير حياتهم جذريا

                                 
كم أتمنى أن يكون مجتمعنا العربي منتج للشباب المؤثر عالميا في كل القطاعات ولكن للأسف الكثير من الشباب العربي يعاني من الفراغ ويعاني من عدم الاهتمام لا يجد له دور في المجتمع ويسخر جل طاقته البدنية والذهنية لإرضاء الذات وإشباع الرغبات

                                  

العقول يمكن استثمارها بعدة وسائل بطريقة تجعلها مفيدة ومنتجة أما إهمال العقول و تركها فهو خطأ ,
فمعظم الدراسات تؤكد أن المكاسب تزداد بزيادة التعليم والتدريب كمًّا وكيفًا، وتنقص عند العكس من ذلك ، فعائد العاملين بعد التعليم الثانوي أقل كمًّا وكيفًا من عائد العاملين بعد التعليم العالي , وذالك لزيادة الخبرة و والعلم .

أخشى على شبابنا وأطفالنا من عقول تسمح لغيرهم أن يقودهم ويفقدون كل ما يمكنهم من الريادة و والابتكار والقرار الحاسم

شكرا
 

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

قرار الموسم

 قبل القرار على الجميع مناقشة نظام الإقامة في المملكة العربية السعودية الذي يوصف من قبل البعض انه "أتجار بالبشر" علما أن السعودية تكافح وتجرم ذالك وقد كتب الأخ عصام الزامل عن ضرر هذا القرار في مدونته بعنوان "عدد الأسر التي تعتمد على التستر والمتاجرة بالعمالة" وهو لب المشكلة فالكثيرين يقولون ان مثل هذا القرار سيقضي على التستر وأن اكبر المتضررين هم من يمارس التستر وامتدحوا القرار  كما يشير الأخ علي شنيمر في هذا الموضوع  والغريب ان هنالك من رفض القرار و وصل الامر إلى أحتجاجات و دعوى قضائية


نظام الاقامة والتوطين
أن تضع مصير العامل بيد كفيلة من غير توفير الحماية القانونية بل تمنحه السلطة أن يبيع "ينقل كفالة" هذا العامل أو يجبره على أن يعمل بطريقة غير قانونية "العمالة السائبة" أو يسيء التعامل معه بسلبه حقوقه أو تعنيفه مما قد يؤدي إلى "هروب العمال" هو الخطأ بعينة


التوطين والسعودة ليس قضية مكتب العمل فقط بل مشروع وطني يضم كل القطاعات الحكومية والخاصة وهو مرتبط بنظام الإقامة ممثل بالتستر، والاتجار ببيع التأشيرات من قبل من وصفوا (بمدمني الاستقدام)، فضلا عن الاعتماد على العمالة السائبة وهروب العمالة وما يصاحب ذلك من مخالفات وجرائم واستغلال لراغب العمالة من قبل من يشجعون على هروب العمالة وإيوائهم أضف إلى ذالك المتخلفين عن نظام الإقامة وتهريبهم إلى الداخل وعلاقة ذالك بالمخدرات وتهريبها وغسيل الأموال و و و , يقول د. إبراهيم بن عيسى العيسى في أحد مقالاته : ((الكتابة عن موضوع توطين الوظائف، ومعالجة وضع العمالة الأجنبية في مقال قصير لا يكفي، بل يحتاج إلى طرح موضوعي مفصل في كتاب))


القرار

هو قرار
رفع تكلفة الموظفين غير السعوديين عن طريق رفع الرسوم المحصلة على رخصة العمل من 100إلى 2500ريال سنويا



بما أن هذا القرار هو جزء من عدة مشاريع لوزارة العمل هدفها “توطين” الوظائف , فعلينا أن نرى نتائج القرارات السابقة وأين يكمن هذا القرار منها ((كأننا نقول القرار الأول فتح الباب الثاني دخل من الباب و الثالث اغلقة ))
ولن أبدا العد من البداية “أيام غازي القصيبي” رحمة الله علية بل من نطاقات وحافز
عند بداية تنفيذ نطاقات وحافز تم اكتشاف أن كثير من الشركات والمؤسسات كانت قد سجلت عدد كبير من المواطنين في سجلاتها كموظفين “وهميين” بل اكتشف بعض المواطنين أنهم مسجلين في التأمينات من غير علمهم , وجرى تغير ذالك ليستفيد “الوهميين” من حافز , وقد تعلم أن الكثير من المنشآت دخلت الخط الأحمر تقريبا 60% من المنشآت !!! وبالمقابل تم تسجيل عدد كبير جدا في برنامج حافز ((عدد المستفيدين في شهر رمضان المبارك بلغ 1.365.391 مستفيداً 86% منهم إناث))
وهنا سؤال : ماذا فعل من هم في الخط الأحمر ؟ ولا تقل لي إنهم وظفوا بعض المستفيدين من حافز لأن عدد المستفيدين يشير أن من توظف هم قليل , إذاً ماذا فعلوا؟  البعض منهم وجد طريقة تعفيه من الخط الأحمر وتم تجديد أقامات مكفوليهم ((بتعهد عدم العودة للخط الأحمر)) ومنهم من ضغط بشدة على الحكومة وأوقف بعض المشاريع بحجة الخط الأحمر وتم ترحيل عدد من الأجانب . ومنهم من عاد للوهميين وكانت تكلفتهم هذه المرة أكبر حتى بعد دعم الحكومة

بعد هذا كله تم إصدار هذا القرار الذي نناقشه الان !!! وماذا سوف يضيف هذا القرار؟ وكلنا نعلم أن حافز انتهى ونطاقات سيبقى
الجواب هو :
 أحسب معي 200شهري * 9عمال =1800ريال شهريا  , هذا ما سيدفع التاجر تطبيقا للنظام الجديد

 3000شهري * 5 سعوديين =15000 ريال شهريا  
, هذا ما سيدفع التاجر دعما لسعودة الوظائف

التاجر لم يفتتح مشروعة إلا للربح المال فإن وضعته بين الخيارين أعلاه سيختار الأوفر وهو 1800 ريال شهريا مما سيؤدي إلى خفض نسب السعودة لأن هذا القرار هو ما سيعفي التجار من الخط الأحمر  , المنشاة التي تدخل الخط الأحمر سوف تدفع عن كل عامل 200 ريال وتتجاوز الخط الأحمر






مواليد السعودية

لم يقتصر هذا القرار على أن يضر أصحاب المؤسسات الصغيرة أو أصحاب المشاريع الصغيرة ولم يقتصر على أن وضع طريقة لتجاوز نظام نطاقات مما سيخفض نسب السعودة ولكن ضر شريحة أخرى من المجتمع السعودي وهي شريحة منسية و مهملة
 المواليد (( البدون – وأبناء السعوديات – المواليد من جنسيات أخرى – القبائل النازحة – وقدماء المقيمين ))
المواليد هم مواطنين لم يحصلوا على حقهم في المواطنة بل يعاملون وكأنهم وافدين إلى السعودية وهم أكثر المتضررين من هذا القرار والذي يزيد من معاناتهم مع نظام الإقامة
سؤال : كيف لقرار واحد ان يسبب كل هذه المشاكل , والجواب : تراكم الاخطاء هو ما يسبب ذالك.


تحديث: القرار من منظور شرعي الشيخ عبدالعزيز الطريفي



 شكرا

الخميس، 15 نوفمبر 2012

الاقتصاد السعودي

تغريدات الكاتب الاقتصادي عبدالحميد العمري حول الاقتصاد السعودي
  عبر حسابة في تويتر



الجمعة، 2 نوفمبر 2012

مطالبات المواليد إلى متى؟ "1"




هذا السؤال تكرر كثيرا وبصيغ مختلفة فهنالك من يقول : إلى متى نطالب ؟ أو ما الفائدة من المطالبة ؟ أو من يقول : علينا البحث عن حلول شخصية  بدلا عن المطالبة أو من يتذمر من قلة التجاوب وقلة حجم تأثير المطالبة أو حتى من يتنازل عن حقه في المواطنة ويطالب بما هو اقل من ذالك , وهنا أذكر أن من حق الفرد أن يطالب بحقه و الأخذ بالأسباب المشروعة للوصول إلى حقه المشروع .
ولا يخفى على احد كمية الهجمات التي يواجهها المطالبين من المواليد بحق المواطنة , هجمات تتمثل في التخوين والتشكيك في وطنية وأهداف المطالبين أو اعتبارها إثارة للفتن و شخصنة المطالبات , وتتمثل أيضا في أمراض اجتماعية مثل العنصرية البغيضة والنظرة المادية و تقديم سوء الضن أو حتى حصر مفهوم المواطنة في بطاقة الهوية , وقد أثر ذالك على المطالبات ولكن لم يغير ذالك هدفها الأول ولم يغير أسلوبها الحضاري في المطالبة وفي مناقشة الجميع بالحجج الشرعية والمنطقية .
هنالك عوامل كثيرة أسهمت في كل ما سبق ذكره منها : عدم وجود اعتراف رسمي من الحكومة بفئة المواليد المتمثلة في ( المواليد وأبناء المواطنة والبدون والأسر العريقة ) والمحاولة الدائمة لتفريقهم وإقحام بعضهم للوافدين , مع أن مطلبهم واحد وهو حق المواطنة , أيضا من العوامل هو عدم وجود ممثل رسمي لهذه الفئة يطلع المواليد على مستجدات القضية ويكون لديه أمكانية الوصول للمعلومات اللازمة عن المواليد , أو على الأقل يكون راصد للانتهاكات وهمزة وصل بين المواليد والحكومة ويسهم في صد الظلم ورفعة عنهم , أيضا عدم وجود قوانين أو عدم تطبيقها ضد العنصرية اللفظية أو العنصرية في التعامل مع المواليد في الدوائر الحكومية أو القطاعات الخدمية  .


وهنا سؤال يطرح نفسه : ما هي الخطوة التالية في مسيرة المطالبة ؟
لا يختلف احد على حق المطالبة  , ولا يختلف احد على وسائل المطالبة وأنها يجب أن تكون حضارية مطابقة لتعاليم الشريعة السمحة  , وكل من شارك في المطالبة ومن وصلت له رسائل المطالبة من دعاة ومشايخ قبائل ومثقفين وحقوقيين ومن كتب معاناته بنفسه و أوصل مطلبه بنفسه يعلمون بالكم الكبير من الكتابات والنقاشات الإعلامية والتفاعلية في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات , ويعلمون أيضا معوقات حل المشكلة وتأجيل الحل في عدة مناسبات , ويعلمون حجم الوعود التي تلقاها المواليد منذ بداية المطالبة و تكرر طلب تحليهم بالصبر , والصبر ليس معناه الخنوع والخضوع وعدم الأخذ بالأسباب , وكما عرفه ابن القيم في عدة الصابرين بأنه: "حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن فعل ما لا يليق" والمطالبة بالحقوق والأخذ بالأسباب لتحسين الأوضاع.. لا تتنافى مع الصبر .

وإن كنت تسأل عن هدف كتابة هذا المقال وطرح سؤال "الخطوة التالية" فو الله أني كتبت ذالك حتى لا تذهب الجهود التي بذلها من هم قبلي سدا , وحتى يجد المطالبين بحق المواطنة طريق يجمعهم يصل بهم إلى الهدف والمبتغى , وحتى لا تهمل هذه القضية وتضيع أو يحصل المزيد من التأجيل , فكلنا يعلم حجم المعاناة التي تواجهنا , ويعلم البعض بالمحاولات المستمرة لتفريق وتشتيت المطالبين حتى تختفي أصواتهم , ولذالك كان لزاما علينا أن نناقش الخطوة التالية ونضع وسائل الجديدة و نستقطب كل المطالبين وكل المؤيدين لهذه القضية , أرجوا من كل  الذين وصلهم هذا المقال أن  يشاركوا بالرأي فيه ويساهموا ويساعدوني على نشرة , إن شاء الله سأكتب عن نفس الموضوع جزء أخر وذالك بعد حصولي على مشاركات ورأيكم .

شكرا
مطالبات المواليد إلى متى؟ "2"

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

أعطني حقي ولا تشخصن

  مع كثرة المطالبات الحقوقية والسياسية في مختلف الدول العربية , تعارضت المطالبات وتم استغلال بعضها وخلط البعض الأخر منها  , ورمي الاتهامات باتجاه بعض المطالبين من حقوقيين وسياسيين , والمؤسف أن الاتهامات تصدر من داخل دائرة المُطالبين , أيضا أن تتحول الاتهامات إلى شتم وإساءة وتجريح واستهزاء , أو أن ينظر لهذه المطالبات بنظرة شمولية لا تفرق بين السياسي والحقوقي وعامة الناس ممن هم أصاحب الحق والمظلمة    

الكثير من الحقوق انتهكت والكثير من المطالبات أهملت مع أنها لقضايا عادلة ومشروعة , وكانت المطالبات بوسائل سلمية حضارية مشروعة , وكان جزء من سبب إهمالها أنه تم شخصنة القضية أو نسبها لمشروع سياسي أو عقائدي مخالف لنظرة الغالبية أو توجهها , هنالك الكثير والكثير من الأمثلة الحية لهذا الظلم
فأن رؤية المطالبات والحقوق من منظورك الشخصي أو منظور سياسي أو عقائدي هو ظلم لتلك المطالبات

                            

يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون) العدل هو مفتاح التوازن الذي من خلاله ستجد المجتمعات السلم والنهضة وهو مقياس التوازن بين الفوضى والاستبداد , أيضا ما يحققه العدل من نتائج على الصعيد السياسي والعقائدي , فهو أحد أهم أساليب الدعوة الإسلامية في التاريخ , وهو السبيل إلى دولة يتمتع أفراد مجتمعها بحقوقهم الشخصية والسياسية , دولة يكون فيها الحاكم محترماً ومحبوباً عند جميع أبناء البلد و يكون الحكم الذي يصدره الحاكم محترماً عند الجميع
                       

ولا يخفى على احد أن الظلم و تهميش أو إهمال الحقوق هو أهم أسباب التطرف والتشدد المؤدي إلى العنف والفوضى , وهو أهم أسباب انسداد سبل الحوار والنقاش الايجابي بين الطوائف والأحزاب مما صنع الحواجز و الفروقات بين أبناء البلد الواحد والأمة الواحدة , وصّعب عليهم حل أصغر المشاكل وأجل و أهمل أهم القضايا الملحة

سنحتاج الكثير من التغير لتكون دولنا ومجتمعاتنا وأمتنا متعايشة بسلام واستقرار  .

شكرا
أحمد النهدي

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

مناقشة ظاهرة




عند انتشار ظاهرة جديدة أو "موضة" يراها المجتمع سلبية , تحصل معركة جديدة وخصوصا إن كانت الظاهرة مستوردة للعالم العربي من الغرب أو الشرق  , هذه المعركة تكون بين المؤيدين والمعارضين من نفس المجتمع , وهو أمر صحي أن يكون هنالك وسائل تسمح لنا بالنقاش وتدارس جوانب كل ما هو جديد سوا كان مبتكر أو مستورد , نقاش حضاري إيجابي .



وهذا ما دعاني لكتابة هذا الموضوع , أن نكون جاهزين لأي نقاش من هذا النوع "مناقشة ظاهرة", حتى لا يكون النقاش سلبي عقيم ويتحول إلى أساءه أو استهزاء من قبل المؤيدين أو المعارضين , الحوار السلبي سينتج في نهاية الأمر نتائج سلبية  , وذالك كان سبب في تفاقم ظواهر سلبية وخطيرة على المجتمع حيث أن الظاهرة وجدت طريقها إلى المجتمع , فهاجمها المجتمع بطريقة سلبية حتى أنقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض وبقى الأمر هكذا , لم ينبذ المجتمع الظاهرة ولم يستقبلها بطريقة  مناسبة .

الغزو الفكري و العولمة
أكثر الناقشات التي تدور حول ظاهرة جديدة , تتمحور حول خطورة الظاهرة أو مدى تأثيرها السلبي على المجتمع , نطرح اتهامات حول أنه غزو فكري أو أن الهدف من هذه الظاهرة هو العولمة , فمنذ زمن طويل نسمع عن الغزو الفكري وعن العولمة وكيف أن العالم سيصبح قرية صغيرة , عن أقوام حشدوا طاقاتهم لاستهداف شبابنا وثقافتنا العربية والإسلامية  وهنا سؤالين : هل قاومنا الغزو الفكري والعولمة ؟ هل انهزمنا واستسلمنا؟ يقول محمد الخوالدة : " إن النشأة الحقيقية للعولمة، تبدأ مع استخدام العلم في المجتمع، ثم تبّني الحداثة والتكنولوجيا، وبعد ذلك تبّني ما بعد الحداثة، أي ببزوغ الثورة المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات، وازدياد النزعة الإنسانية وحقوق الإنسان. ويؤرخ لها في هذا الإطار في الفكر الحديث بمرحلتين، الأولى بدأت منذ 1800-1900، واستخدمت فيها السيارة والقطار والهاتف، ثم تليها المرحلة الثانية وبدأت منذ 1900، وتطورت فيها ثورة المعلومات وثورة الاتصالات التي ما زالت تتعاظم. ففي المرحلة الأولى تحول العالم من عالم كبير إلى عالم متوسط، وفي المرحلة الثانية تحول العالم من عالم متوسط إلى عالم صغير بفضل تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات والمواصلات" .

الكثير من الدراسات والأبحاث تشير أن العولمة تمثل تحدياً حقيقياً للثقافة والهوية الثقافية العربية، عن طريق انتشار الكثير من المظاهر المادية والمعنوية التي لا ترتبط بالثقافة والهوية الثقافية العربية لدى كثير من أبناء العرب ، بالإضافة إلى أن العولمة أّدت إلى صبغ الثقافة العربية بالثقافة الاستهلاكية , مما أدى إلى تراجع دور الأسرة، من خلال اختفاء العديد من العادات والتقاليد فالتواصل وصلة الرحم وزيارات الأقارب تبدلت وأصبحت في حدود ضيقة بفعل الانشغال وبفعل أننا فقدنا أهميتها , ولم نشعر بهذا كله لأننا لم نعرف ماذا نواجه  ومن نواجه , إن عدم الاتفاق بين الباحثين والمفكرين حول تعريف العولمة لاختلاف زوايا النظر إليها، فالسياسيون يعتقدون أن العولمة هي ظاهرة انتهاء الحدود الجغرافية السياسية بين الدول، وميلاد حكومة عالمية واحدة يمتّد أثرها على الناس وهم في دولهم المختلفة، حيث تسهم في تدعيم الحقوق السياسية للأحزاب وحقوق الإنسان وحريته أينما يكون، على اختلاف الدول التي ينتمي إليها في الواقع , والاقتصاديون يعتقدون أن العولمة هي حرية الاقتصاد وانتقال رؤوس الأموال الضخمة، وإقامة الشركات العملاقة وحرية التجارة وانتقال الأموال والسلع والخدمات بين دول العالم من دون قيود تذكر، وأصحاب الثقافة يرون أن العولمة هي ثقافة واحدة تطغى على ثقافات الشعوب الأخرى، فتتعرض الهوية الثقافية الذاتية إلى الجمود والضعف، وبالتالي استلاب الهوية الذاتية وذوبانها في ثقافة العولمة الجديدة، لأنها أصبحت الثقافة الوظيفية التي تلبي احتياجات الإنسان في واقع الحياة , والاجتماعيون يعتقدون أن العولمة تعزيز للطبقات الاجتماعية، وزيادة الفروق بين الطبقات وتعميق البطالة بين الناس، والفقر وانحسار الضمان الاجتماعي، والصراع بين العروق في الدول الإقليمية , والإعلاميون وأصحاب تكنولوجيا المعلومات يرون أن العولمة هي توجه المنظومة الإعلامية والاتصالية إلى الجمهور العالمي عن طريق الفضائيات ، وانتقال المعلومات عبر شبكة الانترنت لجعل العالم قرية كونية صغيرة تتبادل المعلومات بشفافية 

يقول "بات روبرتسون:" لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية ، لقد أصبح وكأنه إنجيل."
وهذه حقيقة لم يستوعبها الكثيرين ممن يهاجمون الظواهر الدخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي  ويهاجمونها بوسائل عقيمة لم توضح خطرها وتبين سلبياتها حتى تفشت بعض الظواهر و تركت تأثيراً سلبياً بالغاً على الثقافة العربية ومن أبرز مظاهر هذا التأثير:
  شيوع الاتكالية والاعتماد على الآخر من غير العربي في المجتمعات العربية وخصوصاً في الميادين الدقيقة  ,  شيوع الثقافة السطحية المتمثلة بالرقص والطرب ,  التبعية الثقافية للعديد من المفكرين والمثقفين والأكاديميين والمؤسّسات العربية للثقافة الغربية وللمؤسّسات الثقافية الغربية , أيضا شيوع الاستهتار لدى فئة الشباب العربي وسعيهم وراء إشباع رغباتهم وحاجاتهم المادية والبيولوجية والبعد عن الإبداع والتجديد والتميّز في الفكر والإنتاج ,  انتشار الكثير من الأمراض الاجتماعية كالخيانة ، وعقوق الوالدين، والشذوذ ,والعلاقات غير الشرعية بين الجنسين



والحل؟
إن شعار احترام الخصوصيات الحضارية واحترام التعددية الثقافية يعد عنصراً أساسياً في عملية رفض أو معارضة الظواهر السلبية بأشكالها المختلفة ، لتحقيق شراكة عالمية متكافئة  وحتى لا تتعرض الثقافة العربية إلى ذوبان ثم تهيمن الثقافات عليها لأن الهيمنة الثقافية أخطر من الهيمنة العسكرية والاقتصادية
على سبيل المثال، أحسَّت أوروبا بنجاح السينما الأمريكية، في استمالة العقول وتعويده على تحبيذ نمط الحياة والاستهلاك على الطريقة الأمريكية فموَّلت مشاريع ثقافية سينمائية بملايين الدولارات لتحافظ على هويتها الثقافية المتميزة , أما في عالمنا العربي دفعت الملايين لاستيراد برامج جاهزة تترجم أو تدبلج , أو على الأقل تكون فكرة أجنبية بأداء عربي , على الرغم من ذالك كثير من البرامج العربية "المبتكرة" وجدت طريقها مثل برامج اليوتيوب , واجمع الكثيرين على نجاحها , لاحظ أنها لم تجد التمويل المؤسساتي من حكومات أو جمعيات أو أحزاب ولكن كانت بمجهود شخصي
أتمنى أن الأفكار الإبداعية سواء كانت إعلامية أو ثقافية أو تجارية تجد الدعم المناسب وتوجه بالطريقة المناسبة , وذالك أفضل من مجرد الهجوم ومحاربة كل ما هو جديد , إن ثقافتنا العربية تملك العناصر اللازمة  لتكون  مؤثرة عالميا  , وذالك في جميع المجالات ولكنها تجد محاربة داخلية وتفتقر للدعم المادي والمعنوي .

شكرا
أحمد النهدي

السبت، 13 أكتوبر 2012

العلاقات الوطنية


مهما كانت نوعية العلاقة سواً كانت علاقة عاطفية أو تجارية أو حتى العلاقات الاجتماعية فأننا دائما ما نقارنها بالعلاقات المثالية أو أفضل العلاقات أو على الأقل نقارن مدى جماليتها أو صدقها , فكل العشاق والذين يعيشون قصص عاطفية يهتمون  بالقصص والروايات العاطفية والشعر الغزلي , قيس وليلى , روميو وجوليت , أو حتى قصة في احد المسلسلات التركية أو الخليجية , وذالك لمقارنة قصتهم بها أو استلهام المعنى الحقيقي والشعور المفترض

ولكن حين تكون العلاقة  علاقة بين وطن ومواطن فان المقارنة تصعب لاختلاف العوامل والظروف وتعدد أطراف وعناصر العلاقة ولكننا نحتاج هذه المقارنة ونحتاج أن نقيم علاقتنا بأوطاننا لنستلهم المعنى الحقيقي وندرك الشعور المفترض  , لنحدد حقيقة هذه العلاقة
ضع نفسك طرفاً ووطنك طرف , أنظر لعلاقتك بوطنك , هل نحب أوطننا ؟ هل نحن نعيش قصة وطنية  كما عاش قيس وليلى قصة حب؟
لنقارن نحتاج ما نقارن قصتنا به , فلكل قصة ماساتها وكل علاقة تجد ما يشوبها
وهنا احتاج أن أعود لمصطلح "وطن" ومعناه في اللغة :
هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتمائه إليها. أو هو بقعة الأرض التي تولد عليها وتستقر فيها جماعة ما، وتكون هذه البقعة بيئة حاضنة دائمة لأفراد الجماعة مستقلين ومجتمعين.
قليل ما تجد شخصا يكره وطنه, قد يكره الكثير منا حكومته أو يغضب منها ولكن الوطن والمجتمع تربطنا به علاقة حب "غير مشروطة" أي لا يمكن أن تكرهه , مثل حبك لوالديك , قد تغضب منه ولكن لا تستطيع أن تكرهه , قد تكون تكره أن تراه مجروحا أو أن تراه يعيش مأساة أو حرب ولكن لا تكرهه ولذالك دائما أقول : "هنالك فرق بين نقد الذات ومقت الذات" كذالك فرق بين نقد الحكومة الوطنية أو نقد فئة من المجتمع وبين كرهها
الحكومات العربية وخلال 40-30 عام عملت على تشويه العلاقة بين المواطن والوطن و اختصرت العلاقة بين الحكومة والمواطن وعندما يحصل ما يشوب هذه العلاقة , ترمى اتهامات الخيانة من الطرفين

يطالب البعض منا بالحرية , حرية التعبير و الاعتقاد وغيرها من المطالب والأصل في ذالك هو عدم الخوف أو الحرج من أن أكون حرا في التعبير أو حتى في التنقل , ليس على الشعوب أن تخشى حكومتها , ليس على المواطن أن يخشى وطنه أو يتحرج منه , وان حدث ذالك فشلت العلاقة بين الوطن والمواطن أو بين المواطن والحكومة , يهمل المواطن واجباته الوطنية وتهمل الحكومة حقوق المواطن , تماما كما لو أنها علاقة زوجية أهمل الزوج زوجته فخرب البيت كله بسبب ذالك
يقول رفاعة الطهطاوي: " فصفة الوطنية لا تستدعي فقط أن يطلب الإنسان حقوقه الواجبة له على الوطن، بل يجب عليه أيضا أن يؤدي الحقوق التي للوطن عليه، فإذا لم يوف أحد أبناء الوطن بحقوق وطنه ضاعت حقوقه المدنية التي يستحقها على وطنه "
في هذا الوقت وهذا "الربيع العربي" علينا ان نعيد العلاقة بين المواطن والوطن , علينا أن نؤسس علاقة صحية يقوم فيها كلٌ من المواطن والحكومة بواجباته على الأخر حتى تعود علاقة حب حقيقة , علاقة لا يشوبها حرج أو تقصير أو نقص , هذا ما تدعو له القيم الإنسانية والإسلامية المعتدلة , هذه هي المعادلة الناجحة  التي ستنهض بها الأوطان ,
يقول رفاعة الطهطاوي:  " فحب الأوطان الحقيقي والغيرة عليها متى حلت ببدن الإنسان ظهرت الحمية الوطنية وولعت بمنافع المدينة ، فيحصل لهذا الوطن من التمدن الحقيقي، المعنوي والمادي، كمال الأمنية فيقدح زناد الكد والكدح والنهضة بالحركة والنقلة والإقدام على ركوب الأخطار"

ولتصحيح العلاقة سنحتاج الكثير من الجرأة والصدق والاعتراف بالأخطاء القديمة , سنحتاج أن نعيد النظر إلى التاريخ القريب وإلى الأحداث التي جرت ونغير نظرتنا لها في عقولنا وفي مناهجنا التعليمية , نعيد النظر على أساس قيمنا الإسلامية والإنسانية , فمن قصر أو أخطئ في حق الوطن أو المواطن علية أن يعترف ويمحو خطأه , نعيد النظر واضعين مستقبل الوطن أمامنا وممهدين خطى أبنائنا ,حتى نصنع وطنا صالحا لنا وللأجيال القادمة , حتى لا نحملهم عبئ أخطائنا وخلافاتنا , و إن لم نفعل ذالك فإننا نبقي على الأحقاد و نترك الجروح تنزف ولن تقوم لأوطاننا قائمة بل لن تكون صالحة للأجيال القادمة .

شكرا
أحمد النهدي


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

حالم


إلى من سألوني : تحلم؟

نعم احلم . حلم جميل ……وكل احلامى على قيد الحياة
أحلم بكل شي 
إلا أن يستمر الحال كما الآن
احلم لأحبتك فهم من يستحقون أن تشقى لهم
حتى وان فقدتهم أو فقدوك
لما بتنا نخاف من أحلامنا 
لما أصبح الحلم محرم و مكروه و ممنوع و مرعب
لأنهم في الطرف الأخر يخشون أحلامنا و أحلامكم؟!

يخافون أن تكون أول خطة للحقيقة ؟!


يخشون أن نحلم و نستيقظ لنحقق ؟!



نعم احلم وسأحلم واحلم


لأننا إن لم نحلم لن نحقق و لن نسير على درب الصواب خطوة خطوة 





حتى نصل إلى الحلم الذي نبغي و نريد


الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

هل تتعارض الوطنية مع الاسلام ؟

في عصرنا الحاضر أصبحت المواطنة من أهم المشكلات المثيرة للجدل والبحث، في بلاد المسلمين أو في غيرها، بإيحاءات المفاهيم الغربية، وتعقيد المسائل، وإرباك الموقف الإسلامي دولاً وشعوباً، وكثرة السكان وقلة الموارد.
هذا مع العلم بأن الإسلام هو أول شريعة كبرى دعت إلى الوحدة الإنسانية الشاملة ليعيش الناس في تفاهم ومودة وتعاون وأمن واستقرار، في نصوص كثيرة، منها قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ..﴾ , وقول النبي "أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى"
وأما المواطنة في المفهوم المعاصر أو الدولة الديمقراطية: فهي انتماء الإنسان إلى دولة إقليمية معينة. فهي تتطلب وجود دولة بالمعنى الحديث، ووجود وطن ذي أنشطة وفعالية أو إقليم محدد، وعلاقة اجتماعية بين الفرد والدولة، والتزام بالتعايش السلمي بين أفراد
المجتمع، ومشاركة في الحقوق والواجبات، واحترام نظام الدولة وعلاقته بالحاكم على المستوى الدستوري والقانوني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، فيعبر المواطن في الدولة عن رأيه ومصالحة بحرية في مظلة ضمانات مقررة على أسس المواطنة: وهذا يتطلب توافر أساسين للمواطنة، الأول: الحرية وعدم استبداد الحاكم، والثاني: توافر المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب أو العرف. ولا يتوافر هذان الأساسان إلا بوجود نظام سياسي لخدمة الديمقراطية التي هي حكم الشعب بالشعب وللشعب، ونظام قانوني لمعرفة حقوق الإنسان المواطن وواجباته، ونظام اجتماعي يعتمد على حب الوطن، ومعرفة حقوق الوطن، والسلوك العملي المعبِّر عن احترام حقوق الوطن على أبنائه، كالدفاع عنه وعن المواطنين وحقوقهم وعن حقوق الدولة.
وهذه الأصول الضرورية للمواطنة تبتعد عن وجود تصادم أو تعارض بين المفهوم الغربي للمواطن والمفهوم الإسلامي له ، فلا يكون هناك إشكالية بين الإسلام باعتباره شريعة ونظاماً أو قانوناً، في ديار الإسلام وغيره، وبين النظام الديمقراطي الغربي , فالمواطنة الحقيقة في الاسلام لا تقبل تشويه مبدأ الوحدة الوطنية، لأن الإسلام يتعايش مع جميع الأديان والمذاهب في مظلة احترام قواعد النظام العام والآداب والعقائد والسلوكيات الخاصة لأتباع كل دين أو مذهب.
إن المواطنة في الإسلام مفهوم سياسي مدني، و مفهوم ديني كمفهوم الأخوة في الإسلام. لذا حققت المواطنة في الإسلام توازناً في المجتمع على الرغم من التنوع العرقي والديني والثقافي، بينما سارت المواطنة في المجتمعات الأخرى نحو الصراع العرقي والديني والثقافي، والغرب في قمة هذه الصراعات، لأنه جعل المواطنة ذات اتجاه عنصري كما عبرت عنه الحربان العالميتان في القرن العشرين , ولا تتعارض المواطنة في الإسلام مع الولاء للأمة الإسلامية ووحدتها، لأن المواطنة مفهوم إنساني لا عنصري في المنظور الإسلامي، وهو يشمل جميع المسلمين.
أما المعادون للفكر الإسلامي من القوميين ودعاة الوطنية الضيقة فقد حوّلوا المواطنة إلى عصبية مصادمة للإسلام، وأثاروا مشكلة الأقليات المسلمة وغير المسلمة في بعض المجتمعات الإسلامية، فعارضوا تطبيق شريعة الإسلام، بذريعة التفريق بين أبناء الوطن الواحد.
والمواطنة في الإسلام تستوعب جميع المواطنين في دياره، دون إهدار حقوق الأقليات غير المسلِمة، أو المسلمة، من غير إثارة للنعرات القومية والمذهبية ونحوها. و تضمن لجميع المواطنين حقوقهم المتمثلة بحقوق الإنسان لقيامها على قاعدة التسامح، فهي تحترم الواقع وليست مجرد شعارات، وهي أداة بناء واستقرار , وأساليب المواطنة الإسلامية هي الدعوة الجادة والحازمة إلى الألفة والوفاق وإشاعة الأمن والوئام انطلاقاً من الآية القرآنية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا.. ﴾
فلا مانع ولا خوف من ظاهرة المواطنة سواء في خارج الدولة الإسلامية لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ..﴾ وآية ﴿شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ وآيـة: ﴿تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ﴾ وهذا إقرار بتعدد الأمم ، أم في داخل الدولة الإسلامية ، لعدم التمييز بين المواطنين ، وإذابة الفوارق العنصرية والمذهبية والطبقية والتزام مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات ، والنظرة الإنسانية للوحدة الإنسانية ، والدعوة إلى الاندماج الكامل والعدل الشامل، في إطار وحدة الأمة، وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والمصالح الكبرى. فلابد من العناية بفكرة المواطنة بالمفهوم الإسلامي، لتجاوز المشكلات والقضاء على الصدامات الثقافية والتعددات الدينية والعرقية ونحوها.
وذالك لا يتم إلا بالحوار الثقافي والحضاري الجادّ والهادف والقائم على احترام الثقافات الأخرى المحلية واحترام رأي الآخرين , و اعتماد قاعدة التسامح في الإسلام، فهو الذي يوفر الأمن والاستقرار، ويمنع كل ألوان التعصب والكراهية والحقد ضد الآخرين , والتزام الحفاظ على مقوّمات السلم والأمن والوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو والإفراط , والدعوة الدائمة إلى احترام أصول العلاقات الدولية السلمية القائمة على حب الخير، والتعايش الودي المشترك
يقول رفاعة الطهطاوي : " فحب الأوطان الحقيقي والغيرة عليها متى حلت ببدن الإنسان ظهرت الحمية الوطنية وولعت بمنافع المدينة ، فيحصل لهذا الوطن من التمدن الحقيقي، المعنوي والمادي، كمال الأمنية فيقدح زناد الكد والكدح والنهضة بالحركة والنقلة " والإقدام على ركوب الأخطار …" وهذا ما تحتاجه المجتمعات خصوصا العربية


شكرا
أحمد النهدي

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

قضية البدون

قضية البدون في السعودية




إن مصطلح "بدون" يعني في المعجم السياسي و الاجتماعي الخليجي ، تلك الفئة من السكان الذين لا يحملون هوية إنتمائية للوطن الذي يعيشون فيه ، أو لأي وطن آخر. هذه الفئة هي إحدى التشكيلات السكانية في المملكة ودول الخليج ، ومازال حلها يراوح بين التهميش واللامبالاة ، رغم أنها من أهم و أخطر المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع والحكومات الخليجية ، والتي تزداد تفاقماُ مع مرور الزمن .. وكانت المملكة في الماضي قد اتخذت خطوة متقدمة في هذا الشأن ، بإصدار بطاقات قبائل تعريفية لأفراد هذه الفئة ، تكون بمثابة تعريف الشخصية فقط ، دون حقوق المواطنه والحقوق المدنية التي يحظى بها المواطن السعودي ، في محاولة لتطويق هذه المشكلة ، وحصر وتثبيت أفراد البدون لكي لا يتداخل معهم من هو ليس من البدون ومحاولة الحد من بعض سلبياتها المختلفة ؛ غير أن هذا الحل لم يشمل الجميع ، فقد بقي جزء من المنتمين لهذه الفئة، وهم كثر، لم يستفيدوا من هذه الفرصة لأسباب مختلفة .. وأفراد هذه الفئة هم في النهاية جزء من السكان ، يعيشون بينهم ، ويتعاملون حياتياً فقط كما يتعامل أي مواطن آخر .
وهم متواجدون في عدة مناطق من المملكة  ولكن لأكون صادقا : أنا لا أعرف منهم غير من في المناطق الجنوبية بشكل عام وفي منطقة نجران بشكل خاص فيهم من ولد بشرورة ودرس بها ولا يعرف غيرها، ولديهم من الولاء لهذه الأرض الطاهرة لا يقل عن المواطن، ولا يريدون الخروج حباً لهذه الدولة، ولكن إلى متى وهم ينتظرون الجنسية والمعاملات التي قدمت منذ أعوام طويلة،  البدون بشر وليس حيوانات مسلمين وليسو كفرة
مسجونين في مناطقهم ولا يحق لهم السفر خارج المنطقة  إلا في الحالات الاضطرارية كالحاجة إلى مستشفى خارج المنطقة  ويحتاج إلى تصريح مؤقت للسفر خارج المنطقة ولا يستطيع تلقي العلاج إلا بأوامر من أصحاب السمو وأهل الخير ولا يحق لهم العلاج في أقسام الأسنان , أيضا لا يحق لهم إكمال تعليمهم ما بعد المرحلة الثانوية برغم أن منهم متفوقين , أيضا لا يستطيع  استخراج رخصة قيادة أو السكن في فندق أو شقق مفروشة بأي منطقة لعدم حصولهم على أوراق رسمية وذالك يمنعهم من العمل لدى أي شركه أو مؤسسة رسمية
البدون في ذمه كل مسئول يرى معاناتهم ولا يرفع للجهات المختصة البدون في شرورة منذ أكثر من ثلاثون عاما وهم يعيشون معاناة و قهر , منهم من شق طريقة ونجح في حياته ومنهم من لم يجد الطريق
، أليس لهم الحق في مساواتهم بالمواطن، فلابد أن يلتفت لهم ولمعاناتهم أصحاب القرار  لأنهم أهلنا وإخواننا في الدين والأرض، هذا غيض من فيض وهناك قصص كثيرة تحكي عن معاناتهم وصبرهم .

قد يكون حال البدون في بعض المناطق أو الدول افضل حالا من سكان جنوب المملكة  وقد يكونون على حال واحد
هذا بعض ما ذكره المغردون  #البدون #بدون_شرورة 






ابطال السعودية


بسم الله
 اليوم الوطني  والمناسبات الوطنية  الأخرى مثل 
المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"  يشعر المواليد بالحرقة وهي حرقة التناقض فكيف احتفل بوطن لا يعترف بي ؟  أم علي أن استخدم التحايل  على مشاعري حتى أستطيع الخروج والاحتفال مع أخواني "المواطنين" هذه المشاعر التي تتكرر على المواليد  في عدة مناسبات منذ طفولتهم ومن اليوم الذي دخل مدير المدرسة ليقسم الطالب وينادي بأعلى صوته : كم عدد الأجانب ؟ وكم عدد السعوديين ؟ إلى اليوم الذي  ضاعت في أحلام المواليد 
لو استطعت أن أقدم شي لقدمت يوم يحتفل فيه المواليد  يحتفلون بصبرهم و احتسابهم يحتفلون بقدراتهم المبهرة على تخطي الصعوبات ومقاومة التحديات  وسأسميه يوم  أبطال الوطن لأنه سيأتي اليوم الذي يعرف الجميع ماذا قدم المواليد لهذا الوطن
شكرا

احمد النهدي

رسالة المواليد



إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
              ثم قالوا لحفاة في يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
            إن من أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه
* للشاعر السوداني : (إدريس جماع)

هي بيتين تختصر الكثير من الكلام  أوجهها لكل من يقول أن معاناة المواليد هي من عملهم أو أنهم يستحقون ما يحصل أو أنهم أشقياء فلا سبيل لحل مشاكلهم

أوجهها لكل من يقول انه لا يستطيع مساعدتهم بشيء أوجهها لكل من يستغل المواليد بحجج لا يقولها عاقل كأنهم آكلو خير البلد أو أن ولاؤهم لبلدان أخرى 
أوجهها  للمواليد الذين يرمون ما يحصل لهم للحظ , نعم المواليد الذين أعتقدو أن ما يواجهونه  من صعوبات ومشاكل هي من فعل الحظ  فيصدق انه غير محظوظ يصدق أنه شخص (مقرود) كما يقال بالعامية لا يعمل عمل إلا و يفشل ولا يدخل مجال إلا ويطرد لا يتمنى شيء إلا ويسلب منه, يعمل و يخلص و يهتم ولا يلقى إلا الجحود و النكران..!
فلسان حاله يقول ..
                            كل ما دقيت في ارض وتد ,,, من رداة الحظ وافتني حصاة

كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواطن الحرجة ؟  إن كان  قضاء وقدر , فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه , والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه: الإيمان بعلم الله الأزلي، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه
إذا قضى الله  فاستسلم لقدرته                  ما لأمرىً حيلة فيما قضى الله
      اليأس يقطع أحيانا بصاحبه                  لا تيأسن فنعم القادر الله


أخواني إن ما يحصل هو ظلم لا يجوز لأحد كائناً من كان أن يظلم عباد الله ، أو يؤذيهم أو يضرهم ، أو يتجنى عليهم ، أو يعتدي على مصالحهم ، أو يمنعهم حقوقهم أو يبخسهم أشيائهم أو يقصر عليهم فيما يجب عليه تجاههم فالخلق خلق الله وكلنا عبيد الله يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم من بطونهم أحراراً) كثرت المظالم بين الناس وبغى الناس بعضهم على بعض فالراعي يظلم الرعية ويهدر حقوقهم والمسئول يظلم السائلين ويبخسهم أشيائهم والمدير يظلم الموظفين ولا يعطيهم مستحقاتهم  يقول الله سبحانه وتعالى [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم] ويقول [ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِه ]

ضع هذا الكلام في بالك ولا تصدق غيره أنت مظلوم ولم تقم بخطأ  أسأل الله أن يرفع عنا الظلم  وأن يهدي من ظّلمنا أو يهلكه