بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 نوفمبر 2012

العقل واستثمارة





عندما يذكر العقل يقترن ذكره  بالشخصية و التفكير و الذاكرة و الذكاء , ولكن عندما نذكر القرارات الشخصية يكون للعقل شريك في القرارات والشريك هو القلب أو العاطفة

فعادة عندما نفكر في قرار ما نضع أنفسنا بين خيارين هما المنطق أو القرار العقلاني وبين القرار العاطفي والذي نشعر انه القرار الصائب وقد لا نجد لذالك القرار تفسير منطقي , ولذالك أمثلة كثيرة فكم مرة وجدت نفسك تندفع بقرار أو فعل وعندما تعود لمراجعته تجد انه غير منطقي أو متهور أو حتى تجد انه خطأ وقد تندم علية وقد لا تفعل

              

هذا الصراع قديم وهو النظريات التي تبحث في العقل وتدور حول ما هو العقل وكيف يعمل العقل , يعود تاريخيا إلى عهد أفلاطون وأرسطو وغيرهما وهي تركز على العلاقة بين العقل و الروح , أما النظريات العلمية الحديثة فهي تعتبر العقل ظاهرة تتعلق بعلم النفس , وهو محل خلاف. هناك من يرى أن الوظائف العليا فقط (التفكير والذاكرة والذكاء وغيرها) وحدها هي التي تكّون العقل , بينما الوظائف الأخرى مثل الحب والكره والفرح تكون "بدائية" و" شخصية" وبالتالي لا تكّون العقل , بينما يرفض آخرون هذا الطرح ، ويرون أن الجوانب العقلانية والعاطفية من الشخصية الإنسانية لا يمكن فصلها بسهولة و أنها يجب أن تؤخذ كوحدة واحدة  في الاستعمال الشعبي الشائع



                 

وفي الحقيقة ما يجب علينا أن نبحث عنة هو محتوى ذالك العقل , تكوين العقل يكون بالتفكير والقراءة والعلم
والثقافة العامة المتنوعة التي تعطي العقل المزيد من البيانات التي تسمح له باتخاذ القرارات وتكوين رأي مستقل غير من جرف خلف العاطفة أو مصدق لمنطق غير سليم , فلا يدع ذالك القرار مكان للندم حتى وإن كان القرار خاطئاً لأنك بنيت هذا القرار على أساس متين وفكرت فيه من جوانب عدة


                        

وهنا نرى تأثير التربية والتعليم وكيف إن أستطاع المربي أن لا يؤثر تأثير سلبي على الشاب أو الطفل فلا يجمع المشاعر السلبية مثل الحقد أو العنصرية وغيرها من ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على القرارات , والتعليم أيضا له الدور الأكبر في هذا الموضوع وهو ما كيف يستطيع المربي أن يملئ عقل الشاب أو الطفل من علم أو ثقافة أو الاهتمام  فلو فكرنا ما هي اهتمامات الشباب في هذا الزمن , قد نجد ما هو سلبي ومؤثر في حياتهم وهو ما قد يدفعهم لقرار يغير حياتهم جذريا

                                 
كم أتمنى أن يكون مجتمعنا العربي منتج للشباب المؤثر عالميا في كل القطاعات ولكن للأسف الكثير من الشباب العربي يعاني من الفراغ ويعاني من عدم الاهتمام لا يجد له دور في المجتمع ويسخر جل طاقته البدنية والذهنية لإرضاء الذات وإشباع الرغبات

                                  

العقول يمكن استثمارها بعدة وسائل بطريقة تجعلها مفيدة ومنتجة أما إهمال العقول و تركها فهو خطأ ,
فمعظم الدراسات تؤكد أن المكاسب تزداد بزيادة التعليم والتدريب كمًّا وكيفًا، وتنقص عند العكس من ذلك ، فعائد العاملين بعد التعليم الثانوي أقل كمًّا وكيفًا من عائد العاملين بعد التعليم العالي , وذالك لزيادة الخبرة و والعلم .

أخشى على شبابنا وأطفالنا من عقول تسمح لغيرهم أن يقودهم ويفقدون كل ما يمكنهم من الريادة و والابتكار والقرار الحاسم

شكرا
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أعلم أخي الزائر أن تعليقك على الموضوع يسعدني