بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

مطالبات المواليد إلى متى؟ "1"




هذا السؤال تكرر كثيرا وبصيغ مختلفة فهنالك من يقول : إلى متى نطالب ؟ أو ما الفائدة من المطالبة ؟ أو من يقول : علينا البحث عن حلول شخصية  بدلا عن المطالبة أو من يتذمر من قلة التجاوب وقلة حجم تأثير المطالبة أو حتى من يتنازل عن حقه في المواطنة ويطالب بما هو اقل من ذالك , وهنا أذكر أن من حق الفرد أن يطالب بحقه و الأخذ بالأسباب المشروعة للوصول إلى حقه المشروع .
ولا يخفى على احد كمية الهجمات التي يواجهها المطالبين من المواليد بحق المواطنة , هجمات تتمثل في التخوين والتشكيك في وطنية وأهداف المطالبين أو اعتبارها إثارة للفتن و شخصنة المطالبات , وتتمثل أيضا في أمراض اجتماعية مثل العنصرية البغيضة والنظرة المادية و تقديم سوء الضن أو حتى حصر مفهوم المواطنة في بطاقة الهوية , وقد أثر ذالك على المطالبات ولكن لم يغير ذالك هدفها الأول ولم يغير أسلوبها الحضاري في المطالبة وفي مناقشة الجميع بالحجج الشرعية والمنطقية .
هنالك عوامل كثيرة أسهمت في كل ما سبق ذكره منها : عدم وجود اعتراف رسمي من الحكومة بفئة المواليد المتمثلة في ( المواليد وأبناء المواطنة والبدون والأسر العريقة ) والمحاولة الدائمة لتفريقهم وإقحام بعضهم للوافدين , مع أن مطلبهم واحد وهو حق المواطنة , أيضا من العوامل هو عدم وجود ممثل رسمي لهذه الفئة يطلع المواليد على مستجدات القضية ويكون لديه أمكانية الوصول للمعلومات اللازمة عن المواليد , أو على الأقل يكون راصد للانتهاكات وهمزة وصل بين المواليد والحكومة ويسهم في صد الظلم ورفعة عنهم , أيضا عدم وجود قوانين أو عدم تطبيقها ضد العنصرية اللفظية أو العنصرية في التعامل مع المواليد في الدوائر الحكومية أو القطاعات الخدمية  .


وهنا سؤال يطرح نفسه : ما هي الخطوة التالية في مسيرة المطالبة ؟
لا يختلف احد على حق المطالبة  , ولا يختلف احد على وسائل المطالبة وأنها يجب أن تكون حضارية مطابقة لتعاليم الشريعة السمحة  , وكل من شارك في المطالبة ومن وصلت له رسائل المطالبة من دعاة ومشايخ قبائل ومثقفين وحقوقيين ومن كتب معاناته بنفسه و أوصل مطلبه بنفسه يعلمون بالكم الكبير من الكتابات والنقاشات الإعلامية والتفاعلية في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والمدونات , ويعلمون أيضا معوقات حل المشكلة وتأجيل الحل في عدة مناسبات , ويعلمون حجم الوعود التي تلقاها المواليد منذ بداية المطالبة و تكرر طلب تحليهم بالصبر , والصبر ليس معناه الخنوع والخضوع وعدم الأخذ بالأسباب , وكما عرفه ابن القيم في عدة الصابرين بأنه: "حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن فعل ما لا يليق" والمطالبة بالحقوق والأخذ بالأسباب لتحسين الأوضاع.. لا تتنافى مع الصبر .

وإن كنت تسأل عن هدف كتابة هذا المقال وطرح سؤال "الخطوة التالية" فو الله أني كتبت ذالك حتى لا تذهب الجهود التي بذلها من هم قبلي سدا , وحتى يجد المطالبين بحق المواطنة طريق يجمعهم يصل بهم إلى الهدف والمبتغى , وحتى لا تهمل هذه القضية وتضيع أو يحصل المزيد من التأجيل , فكلنا يعلم حجم المعاناة التي تواجهنا , ويعلم البعض بالمحاولات المستمرة لتفريق وتشتيت المطالبين حتى تختفي أصواتهم , ولذالك كان لزاما علينا أن نناقش الخطوة التالية ونضع وسائل الجديدة و نستقطب كل المطالبين وكل المؤيدين لهذه القضية , أرجوا من كل  الذين وصلهم هذا المقال أن  يشاركوا بالرأي فيه ويساهموا ويساعدوني على نشرة , إن شاء الله سأكتب عن نفس الموضوع جزء أخر وذالك بعد حصولي على مشاركات ورأيكم .

شكرا
مطالبات المواليد إلى متى؟ "2"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أعلم أخي الزائر أن تعليقك على الموضوع يسعدني